يابنتى........

موضوع: يابنتى........ الثلاثاء يوليو 20, 2010 10:41 am

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يابنتي

لو دون المرء الامور المهمة فى حياته فسيجد قائمة طويلة ولكنه حين
يعمد الى ترتيبها حسب الاولويات فسياتي فى راس القائمة اولاده وذريته فهم
اغلى من المال من الراحة من رغباته وشهوات الدنيا والدليل على ذلك يابنتي
انه حين يمرض احد اولاده مرضا مزمننا فهو يسهر ويسافر هنا وهناك ويدفع من
امواله مايدفع بل ربما اقترض واستدان كل ذلك من اجل ولده
لذلك فهو حين
يخاطب ولده ويناصحه فسوف يكون صادقا غاية فى الصدق ومخلصا غاية الاخلاص
وقديما قيل ( الرائد لايكذب اهله)

يابنتي

لقد صدمت اليوم بما رايته
من واقع الفتاة المسلمة تعيش فى دوامة من الصراع فتسمع تارة ذلك الصوت
النشاز الذى يدعوها الى الارتكاس والتخلى عن كل معانى العفة وتسمع تارة
اخرى الصوت الصادق الذى يهزها من داخلها هزا عنيفا ليقول لها رويدك فهو
طريق الغواية وبوابة الهلاك وتتصارع هذه الاصوات امام سمعها وتتموج هذه
الافكار فى خاطرها

يابنتي

لنكن صريحين صراحة منضبطة بضوابط الشرع
وواضحين وضوحا محاطا بسياج الحياء والعفة لتكون خطوة لتصحيح والاصلاح
بعيدا
عن العاطفة وعن سرابها الخادع لو كانت تلك الفتاة التى تقيم علاقة محرمة
منطقية مع نفسها وطرحت هذا السؤال مذا يريد هذا الشاب ؟ ما الذى يدفعه الى
هذه العلاقة ؟ بل ما الذى يقوله لزملائه حين يلتقى بهم ؟ وباى لغة يتحدث
عني؟
انني اجزم يابنتي انها حين تزيح وهم العاطفة عن تفكيرها فستقول و
بملا صوتها ان مراده هى الشهوة والشهوة الحرام ليس الا اذا الا تخشين
الخيانة ؟ اترين هذا اهلا لتقة ؟ شاب خاطر لاجل بناء علاقة محرمة شاب
لايحميه دين او خلق او وفاء شاب لايدفعه الا الشهوة اولا واخرا اتامنه على
نفسها بعد ذلك؟
لقد خان ربه ودينه وامته ولن تكون هذه الفتاة اعز
مالديه ما اسرع مايحقق مقصوده لتبقى هذه الفتاة صريعة الاسى والحزن والندم
وحين
يخلوا هؤولاء الشباب التائهون يابنتي بانفسهم تعلوا ضحكاتهم بتلك التى
خدعوها او التى ينطلى عليها الوعد الكاذب والاحاديث المعسولة

يابنتي

ان
الله حكيم عليم ماخلق شيئا الا لحكمة . علم ابن ادم او جهل . لقد شاء الله
بحكمته ان تكون المراة دات عاطفة جياشة تتجاوب مع مايثيرها لتفجر رصيدا
هائلا من المشاعر التى تصنع سلوكها او توجهه وحين تصاب الفتاة بتعلق بفولان
من الناس فاى هيام سيبلغ بها ؟ فتاة تعشق رجلا فتقبل شاشة التلفاز حين ترى
صورته واخرى تعشق حديثه وصوته فتنتظره على احر من الجمر لتطرب سمعها بصوته
. وحين تغيب عن ناظرها صورته او تفقد اذنها صوته يرتفع مؤشر القلق لديها
ويتعالى انزعاجها فقد غدا هو البلسم الشافى

يابنتي....

بعيدا عن
تحريم ذلك وعما فيه من مخالفة شرعية مذا بقى فى قلب هذه الفتاة من حب الله
ورسوله . مذا بقي لتلاوة كلام الله والتلذذ به . اين تلك التى تنتظر موعد
المكالمة على احر من الجمر فى وقت النزول الالهى فى ثلث الليل الاخير اينها
من الانطراح بين يدي الله والتلدد بمناجاته بل واينها من مصالح دينها ؟
فهى على اتم الاستعداد لان تتخلف عن دراستها من اجل اللقاء به . لان تهمل
شؤون منزلها من اجله
ان هذا الركام الهائل من العواطف المهدرة ليتدفق
فيغرق كل مشاعر الخير والوفاء للوالدين اللذين لم يعد لهما فى القلب مكان
ويقضى على كل مشاعر الحب والعاطفة لشريك العمر الزوج الذى تسكن اليه ويسكن
اليها . وبعد حين ترزق بابناء تتطلع لبرهم فلن تجد رصيدا من العواطف تصرفها
لهم فينشؤون نشاة غير سوية
ان العاقل حين يملك المال فانه يكون رشيدا
فى التصرف فيه حتى لايفقده حين يحتاجه فما بالك تهدرين هذه العواطف
والمشاعر وتصرفينها فى غير مصرفها وهى لاتقارن بمال ولا تقاس بالدنيا؟

يابنتي

لقد خص الله سبحانه وتعالى الفتاة بهذه العاطفة والحنان لحكمة يريدها
سبحانه وتعالى . ومنها ان تبقى هذه العاطفة رصيدا يمد الحياة الزوجية بعد
ذلك بماء الحياة والاستقرار والطمانينة رصيدا يدر على الابناء الصالحين حتى
ينشؤوا نشاة صالحة . فلما تهدر هذه العواطف لتجني صاحبتها وحدها الشقاء فى
الدنيا وتضع يدها على قلبها خوفا من الفضيحة فى النهاية ؟

يابنتي

حين
تعودين الى المنزل وتستلقين على الفراش تفضلى على نفسك بدقائق واسترجعي
صورة الفتاة الصالحة القانتة البعيدة عن مواطن الريبة وقارني بينها وبين
الفتاة الاخرى التى اصابها من لوثة العلاقة المحرمة ما اصابها بالله عليك
ايهما اهنا عيشا واكثر استقرار؟ ايهما اولى بصفات المدح والثناء تلك التى
تنتصر على نفسها ورغباتها وتستعلى على شهواتها وهى تعانى من الفراغ كما
يعانى غيرها وتشكوا من تاجج الشهوة كما يشتكين . ام الاخرى التى تنهار امام
شهواتها؟ تساؤل يطرح نفسه ويفرضه الواقع . لمذا هده الفتاة تنجح وتلك
لاتنجح ؟ لمذا تجتاز هذه العقبات وتنهزم تلك امامها ؟

يابنتي

لقد
عجبت اشد العجب حين رايت فتاة الاسلام تلهث وراء مايريده الاعداء فتساير
الموضة وتتمرد على حجابها وحيائها . وها نحن نرى كل يوم صورة جديدة ولونا
جديدا من الوان هذا التمرد . انها يابنتي تتحايل على الحجاب بحيل مكشوفة .
لست بحاجة ان اسوق لك فتاوى حول حكم ما تقع فيه الكثير من الفتيات . لكن
المؤمن الحق يابنتي يخاف الله ويتقيه ورائده قوله عليه الصلاة والسلام ( دع
مايريبك الى ما لايريبك) وهو يدرك ان الالتفاف على الاحكام والاحتيال
عليها لن ينفعه يوم يلقى الله العليم بما تخفى الصدور

يابنتي

ها
انت تتطلعين فى المراة فترين صورة وجه مضيئ يتدفق حيوية وشباب ها انت تغدين
وتروحين تتمتعين بوافر الصحة وقوة الشباب .ولكن الم تزوري جدتك يوما او
ترى عجوزا قد رق عضمها وخارت قواها لقد كانت يوما من الدهر شابة مثلك وزهرة
كزهرتك ولكن سرعان ما مضت السنون وانقضت الايام فاندفنت زهرة الشباب تحت
ركام الشيخوخة ومضت ايام الصبى لتبقى صورة منقوشة فى الذاكرة وها انت
يابنتي على الطريق وما ترينه من صورة شاحبة وشيخوخة ستصلين اليها بعد سنوات
. اذا فاياك ان تهدرى وقت الشباب وزهرته وتضيعين الحيوية فيما لايعود عليك
الا بالندم وسوء العاقبة

يابنتي

لو فكر اهل الشهوات والمتاع
الزائل فى الدنيا بحقيقة مصيرهم لاعادوا النظر كثيرا فى منطلقاتهم تصوري
يابنتي من حصل كل متاع الدنيا وذاق لذائدها ولم يرى فى يوم من الايام ما
يكدره . سينسى كل هذا اذا غمس غمسة واحدة فى النار حمانا الله واياك
والاخر
الذى عاش من الحياة اشقاها سينسى هذا الشقاء لو غمس غمسة واحدة فى النعيم .
عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (
يؤتى بانعم اهل الدنيا من اهل النار يوم القيامة فيصبغ فى النار صبغة ثم
يقال يا ابن ادم هل رايت خيرا قط هل مر بك نعيم قط فيقول لا والله يارب
ويؤتى باشد الناس بؤسا فى الدنيا من اهل الجنة فيصبغ صبغة فى الجنة فيقال
له يا ابن ادم هل رايت بؤسا قط هل مر بك شدة قط فيقول لا والله يارب ما مر
بي بؤس قط ولا رايت شدة قط ) رواه مسلم

واخيرا اسال الله العزيز القدير
ان ينفعك بهذه الرسالة
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه
اجمعين

موضوع: رد: يابنتى........ الأحد أكتوبر 24, 2010 1:15 am

بارك الله فيكم وجزاكم كل خير
اللهم اهدى شباب وبنات المسلمين جميعا