طريقنا الى الجنه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائره
يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل اذا لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى
سنتشرف نتسجيلك معنا
رزقنا الله واياكم الجنه
طريقنا الى الجنه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائره
يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل اذا لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى
سنتشرف نتسجيلك معنا
رزقنا الله واياكم الجنه
طريقنا الى الجنه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ما لم يخبرني به ابي عن الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د/ نانسي
مشرفة التنميه البشريه
مشرفة التنميه البشريه



عدد المساهمات : 219
نقاط : 309
تاريخ التسجيل : 27/08/2010
احترام قوانين المنتدى : ما لم يخبرني به ابي عن الحياة 111010

ما لم يخبرني به ابي عن الحياة Empty
مُساهمةموضوع: ما لم يخبرني به ابي عن الحياة   ما لم يخبرني به ابي عن الحياة I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 23, 2010 1:08 am

ما لم يخبرني به ابي عن الحياة Book300

رائعة جديدة من روائع الأستاذ - كريم الشاذلي - يقدمه لنا بأسلوب فصيح ، جزل وممتع


]ويتحدث فيه عن التحديات التي يواجهها المرء في الحياة ويجد نفسه مجبرا لمواجهتها دون رصيد تربوي من الوالدين ...نظرا لحداثة هذا الضغوط والتحديات وتسارعها الشديد ..


المقدمة
ما لم يخبرني به ابي عن الحياة Introduction

عن أبي.. وآبائنا!

ذُكر عن خليفة المسلمين على بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال (ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم)، فأوجز -في عبارة مقتضبة- مبدأ تربويا في غاية الأهمية، وأهاب بالمربين أن يرتفعوا بآفاقهم وآفاق أبنائهم، فيؤهلوهم لتحمل مهام قد تكون غير منظورة الآن، ويزرعوا بداخلهم الهمة والتأهب لمواجهة ما تأتي به الأيام، وتتمخض عنه الحياة..


أطلق أمير المؤمنين هذه النصيحة في زمن لم تكن عجلة التطور والتغيير وقتها قد أصابها الجنون الذي نراه اليوم، فأضحت هذه النصيحة واجبا تربويا على جميع المربين، وأمرا لا يقبل التهاون أو التنازل.


وصار لزاما على المُربي أن يعطي لمن يعوله الأدوات التي قد يحتاجها في سيره، ويؤهله لمصارعة ما قد يستجد من التحديات والعقبات.


آباؤنا.. وفخ النوايا الحسنة!


آباؤنا يحبوننا، ولا يشكك عاقل في هذا، والحب -لو تدري- أحد أعظم ما نريده من آبائنا، خاصة الحب الخالص، الذي لا يوجد به شرط جزائي! ولا يُتبع بـ"لكن".


لذا وجب علينا أن نُقبّل جباه وأيدي آبائنا صباح مساء على دفقات الحب التي أمطرونا بها طوال فترة الطفولة، وساعدتنا كثيرا على مواجهة العالم من حولنا، ولم نكن نملك يوم ذاك سوى ذلك الحب.. فقط.

بيد أن الحب وحده -رغم أهميته- لا يكفي!

ونوايا آبائنا الحسنة -رغم تقديرنا لها- لا تستطيع أن تغطي فضائنا التربوي، أو تكفينا زادا في مواجهة الحياة.

لقد أصبح مقدرًا علينا -نحن أبناء السبعينيات وما فوقها- أن نسبر أغوار هذا القرن الجديد المختلف تماما عما عاشه آباؤنا، ونقلوه لنا.

لقد وضعتنا الحياة وجها لوجه أمام تحدياتها القاهرة، وأصبحنا لا نملك أمام هذه التحديات سوى المواجهة، وامتلاك جميع الأساليب والمفاتيح التي تمكننا من الفوز في هذه التحديات.

ميراث آبائنا التربوي يجب أن يُغربَل تماما، فنأخذ منه المفيد -وما أكثره- ونتغاضى عما لا يناسب عالمنا اليوم، والأهم من هذا وذاك، أن نستلهم من تراثنا الإسلامي، ومددنا السماوي ما نتقوى به أمام توحش الحياة من حولنا، ونواجه به –مطمئنين- هجمتها المادية القاسية التي تقطع وبلا رحمة الخيوط الإنسانية التي تربط البشرية بعضها ببعض.


عن الحياة..



سَلْنِي عن الحياة، ودعني أخبرك أنها الفاتنة اللعوب التي لم يسلم من إغوائها إلا المعصومون من البشر.. وقد ذهبوا!



بريقها أخّاذ فلا تملك أمامه سوى أن تُفتن، أو تدركك رحمة من ربك، فتعود إلى جادة الطريق المستقيم.



تنفس في أجوائها حمى التصارع والتنافس، فيركض المتسابقون، ويتخبط الجمع، والجائزة متعة فانية، ليس لها في صندوق الحسنات مستقر.

فهل سلم كاتب هذه الكلمات من إغوائها!؟

مغرور أنا ومدعٍ إن تفاخرت عليك بأني لم أقع في الشرك، فما أنا إلا أنت، وعلينا تسري سنة الله في الكون، فنخطئ ونصيب، ونقوم ونكبو، ونربح ونخسر، والأعمال -رحمة من ربك- بخواتيمها، فنجتهد في أن نُحسن القول والعمل، علّ كلمة الختام تفاجئنا ونحن عاكفون على عمل صالح، يصلح به أمر آخرتنا.

والحياة لمن فَقِهَ ليست شرًا خالصًا، فهي الباب إلى النجاح الدنيوي، وفيها ننال شهادة الفلاح الأخروي، شريطة أن نعي جيدا ما الذي تمثله الحياة في الميزان.

وأن ندرك أن الصفحة الأخيرة ليست تلك التي تنتهي بوفاتنا ومغادرتنا للحياة، وإنما هناك فصل آخر في الآخرة، نعمل له عمله، ونضعه في حسباننا ونحن نُقيم، ونختار.

حينها نجد أنفسنا نحيا في هدوء وطمأنينة في الوقت الذي يتملك الجمع حالة من التخبط والارتباك والخوف، ونستعلي على زخرفها والكل من حولنا يتصارع في وحشية.

والأمر أبدا ليس هينا، وقلما نجد الشخص الذي جمع بين النجاح الدنيوي، والفلاح الأخروي.


ما لم يخبرني به أبي عن الحياة!

نظرة إلى دروس لقنتني إياها الحياة، ووقفة تأمل لما تخبرنا به الأيام، مشاهدات لمواقف تاريخية، وتدبر لما مر بالسابقين..

حاولت أن أجمع بين دفتي هذا السِفر ما يساعدك في حياتك، ويلهمك الصواب، ويعينك على شدائد الحياة وآلامها..

وما كان دوري فيها سوى التأمل والملاحظة، ثم التسجيل..

ليس لي ثمة فضل اللهم إلا أن قطفت الحكمة، واختزلتها لك، ناثرا فوقها شيئا من تأملاتي وخواطري..

وسعادتي ستصبح بلا حدود حينما تأخذ مني هذه الهدية، وتُعمل فيها عقلك، وتخرج منها أفكارك وتأملاتك الخاصة..

انتظرونى مع اول فقرات الكتاب وهى
(
البدايات الصعبة)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د/ نانسي
مشرفة التنميه البشريه
مشرفة التنميه البشريه



عدد المساهمات : 219
نقاط : 309
تاريخ التسجيل : 27/08/2010
احترام قوانين المنتدى : ما لم يخبرني به ابي عن الحياة 111010

ما لم يخبرني به ابي عن الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما لم يخبرني به ابي عن الحياة   ما لم يخبرني به ابي عن الحياة I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 23, 2010 1:16 am

البدايات الصعبة

ما لم يخبرني به ابي عن الحياة 89016005




أصعب اللحظات عند بدء مشروع جديد هي لحظات البداية... لذا أجدني دائماً -وعند البدء في تأليف كتاب جديد- متحفزاً للتغلب على هذه المشكلة والقضاء عليها، بكتابة المزيد والمزيد؛ حتى إذا ما نظرت وجدتني وقد أصبحت في منتصف الكتاب! عندها أعود أدراجي لأنقّح وأعدّل، وأضيف وأحذف، وقد زال عني خوف (الخطوة الأولى).

ولقد بحثت عن سرّ هذا الأمر، ووجدت أنه ليس عندي وحدي، ولست منفرداً أعاني ويلاته؛ وإنما هو أمر شائع وموجود، والسر في هذا يتمركز في أن الخطوات الأولى دائماً تكون غير ظاهرة للعيان، ولا تستطيع أن تقيسها بمقياس النجاح.

ضربة الفأس الأولى في الأرض ليست إنجازاً، السطر الأول في كتاب ليس نجاحاً، الشهور الأولى في مشروعك الخاص ليست مقياساً لتقدّمك.. وهكذا.

العين لا ترى إلا الشيء الكبير، والشيء الكبير لا يتأتّى إلا بصبر كبير.. والصبر الكبير تنتجه همّة عالية؛ لذا أصبح هذا الأمر أحد أكبر التحديات التي تواجه الواحد منا في هذه الحياة، تحدي (تحمّل صعوبات البداية).

لعلك لا تعلم أن الصاروخ يحرق في مرحلة الإقلاع المخزون الأكبر من وقوده!

نعم.. قبل أن يغادر سماءنا يكون قد أحرق جُلَّ طاقته؛ حتى سيارتك إذا ما أحببت قيادتها صباحاً؛ فإنها تحتاج أن تنتظر عليها قليلاً قبل أن يتهيأ موتورها، وتصبح جاهزة للانطلاق.

إنها الخطوة الأولى في كل شيء.. بسيطة.. صغيرة.. غير منظورة؛ لكنها.. في غاية الأهمية.

لذا فإننا يجب أن نثبّت أعيننا على الغاية الكبرى التي نسير إليها، كي نستمد منها الحماسة، ولا نستصغر الخطوات الأولى؛ بل ننمّيها ونقوّيها بخطوات أخرى تعزز من رسوخها.

إن الطفل وهو يخطو الخطوة الأولى يَملّ ويجلس؛ لكننا -بما لدينا من مخزون فطري- ندرك أن هذه العثرات والانكفاءات الأولى، هي التي ستجعله يهرول بعد ذلك.

والقارئ في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم سيجد كيف أنه صلى الله عليه وسلم كان يمتلك رؤية واضحة لمستقبل أتباعه؛ فعن خباب بن الأرتّ قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسّد بُرْدَة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال: "قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها؛ فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيُجعل نصفين، ويمشّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصدّه ذلك عن دينه. والله لَيتِمّنّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون".

إنه استعجال النتائج.. آفة البشر منذ فجر التاريخ وحتى اليوم.

ولعل استنتاجاً قد يُطرح، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُوحى إليه من ربِّ العزة سبحانه، وربما بشّره ربه بانتشار رسالته، وفي الحقيقة أن هذا أمر وارد. ووارد أيضاً أن يكون يقينه نابعاً من قوة وعِظَم رسالته، وإيمانه بها.

وارد جداً أن يكون إيمانه بعِظَم الرسالة التي يحملها يخبره وهو يجتمع بنفره القليل في دار بن الأرقم، أن النصر له؛ فلم ينظر إلى قلّة أصحابه ويستصغر قوّتهم.

ودعنا ننظر إلى مثال تاريخي، القائد المسلم (محمد الفاتح) كان وهو طفل صغير، يجري إلى مياه البحر ناظراً إلى أسوار القسطنطينية، وهو يردد "غداً سأحطم أسوارك المنيعة"، وفتحها رحمه الله وهو ابن العشرين؛ فهل كان يدرك هذا القائد وهو يقبض على سيفه لأول مرة ويتعلم فنون المبارزة، أن هذه خطوة في سبيل نصر كبير؟... وأجيبك بكل تأكيد: نعم.

دعك من الأمثلة واذهب بنفسك إلى أقرب منطقة صناعية قريبة منك، وانظر إلى عامل بناء وهو يضع الحجر الأول وسله ماذا تفعل، وستجده يخبرك أنه يبني سوراً!

لكنك لو سألت المهندس الذي رسم البناية؛ فسيخبرك في ثقة أنه يبني (ناطحة سحاب)!

إن من يضعون أمام أعينهم الغاية الكبيرة، يتحملون البدايات البسيطة، مستمدين من عِظَم مطلبهم عوناً لهم على ذلك.
فلا تستصغرنّ خطوتك الأولى، وتعامل معها بصبر ورَوِيَة.. وتأكّد أن الخطوة الأولى -على بساطتها- وصغرها لا بديل عنها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د/ نانسي
مشرفة التنميه البشريه
مشرفة التنميه البشريه



عدد المساهمات : 219
نقاط : 309
تاريخ التسجيل : 27/08/2010
احترام قوانين المنتدى : ما لم يخبرني به ابي عن الحياة 111010

ما لم يخبرني به ابي عن الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما لم يخبرني به ابي عن الحياة   ما لم يخبرني به ابي عن الحياة I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 23, 2010 1:18 am

لا نجاح بلا فلاح



ما لم يخبرني به ابي عن الحياة Wol_errorإضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة
ما لم يخبرني به ابي عن الحياة 1_20081223_1644


يظل النجاح هو بغية كل البشر..

جميعنا نطلبه، نسعى إليه، ومنا من يبدأ فعلا في طرق بابه، والوقوف على أعتابه.

ودائما ما ينظر الواحد منا إلى عديمي الطموح نظرة استخفاف واستنكار.


بيد أن هناك شركا خفيا يسكن بين ثنايا ذلك المطلب العظيم، وهو أن يلهينا النجاح الدنيوي عن الفلاح الأخروي، أن تسحبنا تيارات النجاح والتفوق والتقدير إلى أن ننسى -أو نتناسى!- أن هناك غاية أسمى وهدفا أرقى من مجرد النجاح الدنيوي الفاني.


إن المنهج الإسلامي ما برح يؤكد على حقيقة هامة جدا، وهي أن الدنيا مطيّة المؤمن إلى الجنة، وشَرَك المفتون إلى النار.


فهي زاهية متألقة، بالغة الحسن والجمال، رائعة المذاق، خاصة لمن لم يشاهد سواها، ولم يعايش معاني الآخرة، ويرى الجنة والنار كما وصفهما الله ورسوله.

الدنيا قادرة على إغواء معظم البشر، واستعبادهم، وجعلهم أُجراء لديها، يعطونها خالص أيامهم، وطموحهم وهمتهم، وتعطيهم بعضا من متعها الزائفة الزائلة.


لذا كان النبي ما لم يخبرني به ابي عن الحياة Salla-icon حريصا في التشديد على أتباعه ألا ينساقوا وراء متع الحياة وزخرفها، فنراه يقول ما لم يخبرني به ابي عن الحياة Salla-icon: (أبشِرُوا وأمِّلُوا ما يَسُرُّكم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم)). مُتَّفَقٌ عَلَيهِ..


هنا النبي ما لم يخبرني به ابي عن الحياة Salla-icon لم يكن يعني تطليق الدنيا كما قال غلاة المتصوفة، ولم يطالب أصحابه بتركها لشياطين الإنس والجن ليعيثوا فيها فسادا، وإنما طالبهم بالعمل والاجتهاد والرقي الدنيوي، ولكن ليس للدرجة التي تجعلهم يهتمون بالمظهر دون الجوهر، والتعلق بالسبب ونسيان الغاية الكبيرة.


إن المسلم يجب أن يحب الحياة كي يستطيع العطاء، يجب أن يتعامل معها بجدية ويعمرها ويجتهد في جعلها أجمل وأروع مما كانت قبل مقدمه، ولكن ليس على حساب العطاء الأخروي، يجب أن يكون نجاحه في الدنيا سببا مباشرا في نجاحه الأخروي، عبر التزامه بالمنظومة القويمة للخلق، والتنمية المستمرة للضمير، والتعامل بيقظة تامة مع النفس وشطحاتها.


لعلك ستدهش لو أخبرتك أنه لو كان هناك لائحة كلائحةمجلة «فوربس» المهتمة بمجال المال والأعمال في العصر النبوي، لكان على قمة أغنى أغنياء العالم، عدد غير قليل من المسلمين المجاهدين، والصحابة العظماء.

وذلك لأن المسلم ليس مقطوعا عن الدنيا، أو كارها لها، بل المسلم الحق هو من يملك الدنيا بين يديه، ويأبى أن يضعها في قلبه أو يعطيها وزنا أعلى مما تستحقه.
الصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، ثامن رجل يحمل لقب مسلم وهو في الثانية والعشرين من عمره، هاجر للحبشة، ثم إلى المدينة ولم يكن يملك في هجرته للمدينة من الدنيا سوى ملابسه التي تستر سوءته، وكانت أول كلمة قالها بعد نزوله للمدينة (دلوني على السوق)، فأصبح -وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة- من أغنى أغنياء المسلمين، حتى إن طَلْحَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْفٍ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ المَدِيْنَةِ عِيَالاً عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ: ثُلُثٌ يُقْرِضُهُمْ مَالَهُ، وَثُلُثٌ يَقْضِي دَيْنَهُمْ، وَيَصِلُ ثُلثًا.

ومع هذه السعة، وذلك الرزق الكبير، كان يشغل باله أمرُ الآخرة، ولا ينسى أبدا عِظم الغاية التي يعمل من أجلها، فنراه ذات يوم بجري إلى أم سَلَمَة َويسألها جزِعا: يَا أم المُؤْمِنِيْنَ! إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَكُوْنَ قَدْ هَلَكْتُ، إِنِّي مِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالاً، بِعْتُ أَرْضًا لِي بِأَرْبَعِيْنَ أَلْفِ دِيْنَار.


قَالَتْ: يَا بُنَيَّ! أَنْفِقْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ ما لم يخبرني به ابي عن الحياة Salla-icon يَقُوْلُ: (إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَنْ يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ).


ولو فتشت يا صديقي في كتب السير، وتأملت أخبار الصحابة والعظماء لوجدت منهم كثرًا أصحاب مال وجاه، كأبي بكر الصديق وعثمان بن عفان رضي الله عنهم وغيرهم.


ومع ذلك سترى ثبات أقدامهم على طريق الحق، وروعة تسخيرهم للدنيا في سبيل الآخرة، وكيف أنهم سيطروا على أطماع النفس والهوى، فكانت الدنيا تحت أقدامهم جارية يأمرونها، فتطيع غير مُسوِّفة.


إن ما أطمع أن تنتبه إليه يا صاحبي وأنت تسير في الحياة أن تهتم بالنجاح، وتعمل من أجل الرقي، ولا تتنازل عن أن تكون رقما صعبا فيها.. ولكن.


إياك أن تنسى أن الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة، وأن أفضل الأساليب للتعامل معها، هو معرفتها على حقيقتها (محطة نستقل بعدها قطار اللا عودة)، حيثُ نسكن في دار الخلد.


وأن النجاح يجب أن يستتبع الفلاح.


بقعة ضوء: البعض قد يذهب إلى الجنة بنصف المشقة التي يتكبدها للذهاب إلى الجحيم…!!!
رالف والدو إيمرسون



عدل سابقا من قبل د/ نانسي في السبت أكتوبر 23, 2010 2:02 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د/ نانسي
مشرفة التنميه البشريه
مشرفة التنميه البشريه



عدد المساهمات : 219
نقاط : 309
تاريخ التسجيل : 27/08/2010
احترام قوانين المنتدى : ما لم يخبرني به ابي عن الحياة 111010

ما لم يخبرني به ابي عن الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما لم يخبرني به ابي عن الحياة   ما لم يخبرني به ابي عن الحياة I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 23, 2010 1:31 am

]أنت رُبّان حياتك


ما لم يخبرني به ابي عن الحياة 1201950395ship_20by_20jetty

هل يحتاج الأمر إلى كثير إثبات، كي أؤكد لك أن جميع الناجحين في هذه الحياة قد تحملوا مسؤولية حياتهم كاملة، ولم يقفوا لثانية واحدة كي يلوموا شخصا ما على الأشياء السيئة التي علّمهم إياها، أو الأبواب الرحبة التي أغلقها دونهم، أو العقبات المميتة التي ألقاها في طريقهم؟


ما أسهل أن نقف لنشكو جرم الآخرين في حقنا، ما أبسط أن ندلل على عظيم ما جنت يد آبائنا، وكيف أنهم لم يعلمونا مبادئ النجاح والطموح، فضلا عن ممارساتهم التربوية الخاطئة في حقنا، وما أيسر أن نلقي بجميع مشاكلنا وهمومنا على هذا أو ذاك، متخففين من مسؤولية مواجهة الحياة وتحمل أعبائها.


لقد علمتني التجارب يا صديقي أن الحياة بحر مضطرب الأمواج، وكل واحد منا رُبّان على سفينة حياته، يوجهها ذات اليمين وذات الشمال، وأمر وصوله إلى بر الأمان مرهون بمهاراته وقدراته بعد توفيق الله وفضله.

لكن معظمنا –للأسف- لديه شماعة من التبريرات الجاهزة، فما إن يصاب بكبوة أو مشكلة، إلا ويعلقها على هذه الشماعة ويتنصل من مسؤولية تحمل نتيجة أفعاله!

تربيتنا السيئة، مجتمعنا السلبي، التعليم الفاشل، الظروف الصعبة، تفشي الفساد.

هذه بعض الشماعات التي كثيرا ما نستخدمها وبشكل شبه دائم.
ودعني أصارحك بأنك إذا ما أحببت أن تقبل تحدي الحياة، وتكون ندا لها، فلابد لك أن تتخلى وفورا عن كل التبريرات التي تُعلق عليها مشاكلك وإخفاقاتك، وتقرر أن تتحمل نتيجة حياتك بكل ثقة وشجاعة.

هل سمعت من قبل عن معادلة النتائج الحياتية؟

إنها تخبرك أن نتائج حياتك، هي حاصل جمع ما يحدث لك، مضافا إليه استجابتك لما يحدث، أو هي بمعنى آخر:
(موقف + رد فعل = نتيجة)

نجاحات الناجحين قد جرت في حدود هذه المعادلة، وفشل الفاشلين جرى وفق هذه المعادلة كذلك..!

إنهم جميعا تعرضوا لمواقف أو أحداث ما، ثم تصرف كل منهم وفق ما يرى ويؤمن، فأفرز هذا السلوك أو (رد الفعل) النتيجة التي نشاهدها اليوم.

فالشخص الفاشل أو السلبي توقف عند (الموقف) ثم أخذ في الشكوى والتبرير، فالمدير لا يفهم، والوضع الاقتصادي متدهور، كما أن التعليم لم يؤهلنا بالشكل المناسب، وفوق هذا تربيتي متواضعة، وبيئتي سيئة، والدولة يتحكم فيها اللصوص.. وهكذا.

هذا بالرغم من أن هناك ناجحين كثر انطلقوا من نفس هذه الظروف، ومن بين ثنايا هذه البيئة، وربما كان حالهم أشد وأقسى ممن يشتكي ويولول!

لكننا لو نظرنا للشخص الناجح الايجابي، لوجدناه يعطي تركيزا أكبر وأهم لمساحة الاستجابة لرد الفعل.

فهو يرى أن ما حدث قد حدث ولا يمكن تغييره، يقول لك حال المشكلات: دعنا الآن ننظر فيما يجب علينا فعله، وكيف يمكننا استثمار هذا الحدث -مهما كان- في تحقيق أعلى نتيجة أو أقل خسائر ممكنة.

قد يحتاج الأمر إلى أن يستشير شخصا ما، أو يُغيّر من تفكيره، وقد يستلزم الموقف أن يراجع بعض سلوكياته، أو يعدل في رؤيته.

إنه يمتلك مرونة كبير، وعزيمة ماضية، وذهنا مبرمجا على إيجاد الحلول، بل وصناعتها.

سأكون صريحا معك يا صديقي وأقول إننا نستسهل الركون إلى الدائرة الأولى (الموقف) لأنها أسهل من الناحية النظرية، فليس هناك أيسر من الشكوى، ليس هناك أبسط من أن نُسلّط شعاع النقد على الخارج، وندّعي أن الداخل كله خير، ومشاكلنا فقط تأتينا من الآخرين السيئين القاسيين، وللأسف فإن معظم البشر مبدعون في اختراع المبررات التي تبرئ ساحتهم من التقصير أو الفشل!


يزداد جنوح معظمنا إلى التبرير في وطننا العربي بشكل أكبر من سواه، نظرا لكثرة الظروف المحبطة، وتعدد أشكال القهر والإحباط، مما أدى لنشوء ما أسماه المفكر د.عبد الكريم بكار بـ (أدبيات الطريق المسدود)،

".. والتي تتمثل في الشكوى الدائبة من كل شيء، من خذلان الأصدقاء، ومن تآمر الأعداء، من ميراث الآباء والأجداد، ومن تصرفات الأبناء والأحفاد!!".


مما جعل بعضنا ليس فقط مبدعا في التنصل من أفعاله، وإنما جعله كذلك متفوقا في إحباط وتثبيط من قرر التغيير والايجابية، وذلك بالتطوع بإخباره أن المجتمع لن يدعه ينجح، ولن يؤمن أحد بما يقول، وأن زمان الطيبين قد ولى بلا رجعة!


رسولنا يعلمنا أنه إذا حدث ما لا نريده، فيجب علينا أن ننطلق إلى الأمام بإيجابية ونتخلى عن عادة التحسر والتبرير فيقول : (لا تقل: لو أنِّي فعلتُ كذا لكان كذا، ولكن قُل: قدَّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان).

أختم معك يا صديقي هذه الفقرة بالتأكيد على أن النجاح ليس مرهونا بتحسن وضع ما، وأن الفشل لم تكتبه عليك إرادة عليا، يقول الفيلسوف والشاعر الهندي (محمد إقبال):

"المؤمن الضعيف هو الذي يحتجُّ بقضاء الله وقدره، أما المؤمن القوي فهو يعتقد أنه قضاء الله الذي لا يُرد، وقدره الذي لا يُدفع".


المؤمن القوي هو الذي يمتلك تصميما راسخا على تحدي المصاعب والعوائق، هو الذي يقابل الحياة بهدوء نفس ورحابة صدر، وهدوء جنان، بغض النظر عما تخبئه أو تظهره له.

بوصلة عقله تتجه إلى الحلول لا التبريرات، والرؤية الإيجابية لا الصورة السلبية الباهتة.

يحضرني هنا موقف أحد جنود المسلمين، إذ سأله واحد من قُوَّاد الفُرس ذات يوم في سخرية: من أنتم؟

فقال له واثقا: نحن قدر الله، ابتلاكم الله بنا، فلو كنتم في سحابة لهبطتم إلينا أو لصعدنا إليكم.

نحن قدر الله.

فليكن هذا شعارك دائما إذا ما واجهتك المصاعب والبلايا..
قلها بثبات المؤمن: إنني قدر الله.. وقضاؤه.

بقعة ضوء :
النجاح سلَّم لا تستطيع تسلقه ويداك في جيبك

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د/ نانسي
مشرفة التنميه البشريه
مشرفة التنميه البشريه



عدد المساهمات : 219
نقاط : 309
تاريخ التسجيل : 27/08/2010
احترام قوانين المنتدى : ما لم يخبرني به ابي عن الحياة 111010

ما لم يخبرني به ابي عن الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما لم يخبرني به ابي عن الحياة   ما لم يخبرني به ابي عن الحياة I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 23, 2010 2:20 am

هل الحياة ليست عادلة ؟

ما لم يخبرني به ابي عن الحياة %25D9%2585%25D9%258A%25D8%25B2%25D8%25A7%25D9%2586%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25AF%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A9%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B5%25D8%25B1%25D9%2589

صعب أن تحيا في عالم ترى أنه غير عادل فهو أمر مؤسف صعب .. أن يقر في نفسك أن الأرزاق، والفرص، والخيارات، تميل لصنف دون آخر، وأننا يجب أن نرضى بالقليل من باب قلة الحيلة، واليأس، لَشيء لا يمكن أن يكون شيئا صائبا.

عندما تجلس يا صديقي وتتذكر أصدقاء الدراسة، وأبناء الحيّ الذين فرّقت بينك وبينهم الأيام، وترى أن منهم من ارتقى في سلم الحياة درجات سريعة عالية، فتمهل قبل أن تصدر حكما سريعا بجفاء الدهر وصلابة الحياة معك، او بمحاباة القدر لهم؛ لأن ما تراه ليس بالضرورة الصورة الكاملة!.
]إن مداركنا - نحن بني البشر- لها سقف واحد، ودائما ما نفسّر ونحلّل الأمور دون أن نلتفت أن فوق كل ذي علم عليم، وبأن هناك فلسفة في أحكام القضاء والقدر]

]الرافعي في وحي القلم يقول: " أشد سجون الحياة قسوة، فكرة بائسة يسجن المرء منا نفسه بداخلها "، وما الذي يمكن أن يكون أشد بؤسا من مشاعر التذمر والسخط التي تتملكنا تجاه الحياة وروّادها

]تحرّر من سجن قلقك من الحياة، وإحساسك بتربّصها بك، وألمك من حكمها الظالم كما يخيّل لك، وإذا ما أحببت أن أضيء لك الدرب، فلك مني خمس نصائح]


1. آمن بأنه يوجد فصل آخر في الرواية:

]لن يكون الفناء في انتظارك حين تنتهي أنفاسك، هناك الفصل الأهم في الرواية حيث الآخرة والحساب ولقاء الله، هناك سترى الميزان، وستتأكد من أن المؤشر ثابت في المنتصف، وأن كثيرا من الأمور التي رأيت اعوجاجها في الدنيا ليست كما خُيّل لك، وأن رضاك، وجميل صبرك وحلمك، لم يضيعا هباء منثورا، فكلها في كفة الحسنات ثقيلة.. مؤثرة.


2. آمن بأن الصورة ليست كاملة:


]]فربما كان عدم توفيقك في عمل تراه خيرا خالصا، كان شراً لولا ستر الله ومنعك من الوصول إليه، تبكي وتتذمر، والله قدّر لك الأولى والأفضل، عبقرية النبي صلى الله عليه وسلم تتجلى كاملة وهو يعلّمنا الحديث: "اللهم إنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب.. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي فى ديني ومعاشي وعاقبة أمري, فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه".


3. فرِّق بين الرضا والطموح:[/size]


]الرضا أن تشعر بالشكر والامتنان لله على ما شاء وقدّر مهما كان، والطموح ألا تقصّر في الأخذ بالأسباب نحو الوصول للغاية والحلم والهدف، شخص واحد هو الذي يقف على منصة التتويج، حاول أن تكون أنت هذا الشخص عبر شحن مشاعر الحماس والهمّة والطموح، فإذا فعلت ما بيدك وبذلت كل جهدك، ورغم ذلك لم تقف على المنصة، فابتسم في رضا عن نفسك وعن ربك، وتأكد أن الله كتب لك الخير، وربما كانت أمامك فرصة أخرى فحاول ثانية، الطموح هو الذي يقضّ مضجعك لتعمل وتفكر وتكدح، ويطرد من جفنيك النوم، والرضا هو تلك النسائم الجميلة التي تهب على قلبك لتخبره أن هنيئا لك ما أنت فيه.. مهما كان]


4. الرزق مسألة نسبية:


]للأسف في عالمنا المادي الرزق بالنسبة لنا يجب أن يترجم إلى دراهم ودنانير، ولا نعترف به إلا إذا تحول إلى رصيد في البنك، وهذا يا هذا ليس أبدا بالشيء الصحيح]
]لن أسألك السؤال الأثير: بكم تبيعني يدك أو عينك أو أذنك؟!، كي أدلل لك على عظيم ما تملك من نعم وعطايا، لكنني أؤكد لك أن مشاعر الطمأنينة، والراحة، بل والنوم العميق لا تقدّر بثمن، وربما دفع فيها هذا أو ذاك ممن تنظر لحالهم في غبطة - وربما بحسد - كل ثروته من أجل الإحساس بها، نحن نرى الملابس والسيارات والقصور، وربما شاهدنا الابتسامة، وسمعنا الضحكات والقهقهات، لكننا لا نرى ما في الصدور، ولا نعلم ما خلف المنظور والمُشاهد، نعم يمتلك شيئا من النعمة، لكنك تمتلك أنت أيضا منها الكثير، فقط تحتاج أن تؤمن بذلك كي يكون صحيحا!!.]


5. الله عادل:


]ربما تكون في هذه العبارة خلاصة ما قلناه، فالعدل على رأس صفاته - جل اسمه - وتقسيم الأرزاق بيده لم يوكله لأحد، وبنظره سريعة إلى صفوة خلقه من الأنبياء سترى أنهم ليسوا الأغنى في قراهم فضلا عن عالمهم، ولم يسلموا من الأذى والضرر، وأصابهم من البلاء والشر الشيء الكثير، ومع ذلك هؤلاء لا غيرهم - عليهم السلام - من علّمونا مبادئ الرضا، والقناعة، والشكر .]
]لأنهم أدركوا جيدا أن ما هم فيه - مع سعيهم لتغييره للأفضل - ليس ظلما ولا عنادا من القدر، وإنما مشيئة من الله، واختبار من اختباراته سبحانه، ليرى أنكفر ونتذمر أم نكون من الصابرين الشاكرين .]


ما لم يخبرني به ابي عن الحياة 2105627d0r98gd8yk


بقعة ضوء:

]
قليل من الإدراك السليم، وقليل من التسامح، وقليل من المرح، وسوف تدهش عندما ترى كيف استطعت أن تريح نفسك على ظهر هذا الكوكب... (سومرست موم)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د/ نانسي
مشرفة التنميه البشريه
مشرفة التنميه البشريه



عدد المساهمات : 219
نقاط : 309
تاريخ التسجيل : 27/08/2010
احترام قوانين المنتدى : ما لم يخبرني به ابي عن الحياة 111010

ما لم يخبرني به ابي عن الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما لم يخبرني به ابي عن الحياة   ما لم يخبرني به ابي عن الحياة I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 23, 2010 2:39 am

]بعض الذكاء مهلكة ! "


ما لم يخبرني به ابي عن الحياة Horse2

يُروى أن كان هناك حصانان يحملان حمولتين، فكان الحصان الأمامي يمشي بهمة ونشاط، أما الحصان الخلفي فكان كسولا جدا، بدأ الرجال يكدّسون حمولة الحصان الخلفي (الكسول) على ظهر الحصان الأمامي (النشيط)، وبعد أن نقلوا الحمولة كلها، وجد الحصان الخلفي أن الأمر جدّ جميل، وأنه قد فاز وربح بتكاسله، وبلغت به النشوة أن قال للحصان الأمامي: اكدح واعرق ولن يزيدك نشاطك إلا تعباَ ونصبا!!.


وعندما وصلوا إلى مبتغاهم، قال صاحب الحصانين: ولماذا أُطعم
الحصانين، بينما أنقل حمولتي على حصان واحد؟ من الأفضل أن أعطي الطعام كله إلى الحصان النشيط، وأذبح الحصان الآخر، وسأستفيد من جلده على الأقل!، وهكذا فعلها.
ظن هذا الحصان الذكي -وبعض الذكاء مهلكة!- أن الحياة تؤخذ بالحيلة، وأن الأرباح تُقسّم على الجميع سواسية، المجتهد منهم والكسول..
والمدهش أن هذه القصة تتكرر كثيرا في الحياة، يظن المرء في ظل وضع فاسد أن الحياة يملكها أصحاب الحيل، وأن الدَّهْماء هم الذين يضعون قوانين اللعبة!.
كثير من التعساء لا يدركون أن للحياة قوانين لا تحيد، حتى وإن غامت قليلا لظروف ما، تماما كما غامت أمام الحصان الكسول فغرّرت به.

ولعل من حسن طالعنا أن القرآن أخبرنا أن هناك قانونا في الحياة يُدعى قانون العمل: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}، بوضوح غير قابل للتشويش، الله -جل اسمه- يعطينا خلاصة قانون هام من قوانين الحياة، وهو العمل، والجد، والاجتهاد.. وهو ما سيتم تقييمه في الآخرة، فضلا عن الدنيا.

قانون السبب والنتيجة، والفعل وردّ الفعل، كلها تؤكد أن الأعمال تفرز نتائج معروفة وواضحة، وأن للحياة قواعد تسري على الكبير والصغير.
هل حزنت مثلي عندما وجدت أن هناك من هم أقل منك وفازوا، وأغبى منك وربحوا، وأصغر منك ونالوا من الحياة قسطا أكبر مما نلته؟!.
لا تحزن.. فالله لا يظلم مثقال ذرة، اعمل واكدح وقدّم ما تستحق عليه المكافأة في آخر الطريق، ولا تتذمّر، فربما قدّم هذا الشخص أو ذاك ما يستحق أن ينال ما تراه فيه من نعمة، أو ربما يُساق دون أن يدري إلى خاتمته، فتراه وقد ذُبح وسُلخ كذاك الحصان!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما لم يخبرني به ابي عن الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كيف تحدد هدفك في الحياة ؟!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
طريقنا الى الجنه :: التنميه البشريه :: قسم الكتب والصوتيات-
انتقل الى: